اخبار وتقارير

الخميس - 25 ديسمبر 2025 - الساعة 11:13 م بتوقيت اليمن ،،،

الرؤية الجنوبية/ متابعات

لم تعد قضية شعب الجنوب العربي موضع جدل أو اختلاف في توصيف عدالتها، فقد تجاوزت هذه المرحلة منذ سنوات، وفرضت نفسها كقضية سياسية مكتملة الأركان، تستند إلى تاريخ نضالي طويل، وإرادة شعبية متجذرة، وقيادة سياسية باتت تمتلك الرؤية والقدرة على إدارة المرحلة.


كما أثبتت التجارب أن الاكتفاء بالخطاب السياسي، مهما بلغ مستوى التعاطف معه، لا يصنع واقعا جديدا، ولا يعيد دولة، ولا يلبّي تطلعات شعب قدّم تضحيات جسيمة دفاعا عن هويته وقراره ومن هنا، فإن المرحلة الراهنة تمثل اختبارا جديا لمدى الانتقال من مربع الأقوال إلى مربع الأفعال، ومن إدارة الأزمة إلى حسمها.


في هذا السياق، يبرز الدور المحوري للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، لكونه حاملًا سياسيا مفوضا لإرادة شعب الجنوب، وقائدًا استطاع أن ينقل القضية من حالة التشتت إلى مسار وطني منظم، جمع بين الفعل السياسي والعمل الميداني، وبين بناء المؤسسات وترسيخ الشراكة مع القوى الإقليمية والدولية وهذه القيادة لم تكتفِ برفع الشعارات، بل عملت على تثبيت الجنوب كرقم صعب في المعادلة السياسية والأمنية.


إن الانتقال الحقيقي نحو استعادة الدولة الجنوبية يتطلب مسارا تفاوضيا جادا، تقوده قيادة تمتلك القرار، وتستند إلى قاعدة شعبية صلبة، وتحظى بقوة تحمي هذا المسار. فالحوار، في التجربة الجنوبية، لم يعد ترفًا سياسيا، بل أداة من أدوات النضال، شريطة أن يكون حوارا يقود إلى نتائج واضحة، وعلى رأسها تمكين شعب الجنوب من ممارسة حقه الكامل في تقرير مصيره.


وفي موازاة المسار السياسي، تشكل القوات المسلحة الجنوبية الركيزة الصلبة لهذا المشروع الوطني. فهي لم تكن يومًا مجرد قوة عسكرية، بل صمام أمان للاستقرار، وحارسا لإرادة الشعب، وسندا حقيقيا لأي مسار سياسي جاد ولقد أثبتت هذه القوات، عبر تضحياتها وانضباطها، أنها عنصر استقرار لا عامل فوضى، وأنها جزء من الحل لا من المشكلة.

إن التمكين السياسي للجنوب لا ينفصل عن تمكين مؤسساته العسكرية والأمنية، فالدول لا تُبنى في الفراغ، ولا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح دون قوة تحميه، وتمنع العبث به، وتفرض احترام الإرادة الشعبية. وهذا التكامل بين القيادة السياسية والقوات المسلحة الجنوبية هو ما يمنح القضية الجنوبية مصداقيتها وقوتها في مواجهة التحديات.


وعلى المستوى الإقليمي والدولي، بات واضحًا أن الجنوب، بقيادته وقواته، يمثل عامل استقرار في منطقة تعاني من هشاشة أمنية وسياسية فوجود دولة جنوبية مستقلة، قائمة على مؤسسات وقوات منضبطة، لا يشكل تهديدا، بل يفتح آفاقا جديدة للتعاون والشراكة، ويغلق أبواب الصراعات المزمنة التي أنهكت الجميع.


وعليه، فإن المرحلة الحالية تتطلب انتقالًا حاسما من شرعية الاعتراف بعدالة قضية الجنوب إلى حتمية التنفيذ العملي، تحت قيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وبسند من القوات المسلحة الجنوبية، وبدعم شعبي واسع و إنه مسار لا يحتمل أنصاف الحلول، ولا يقبل بالتسويات الهشة، بل يتجه بثبات نحو هدف واضح: استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، بإرادة شعبها، وقرار قيادتها، وقوة تحمي منجزاته
المصدر/ رامي الردفاني