الإثنين - 22 ديسمبر 2025 - الساعة 11:31 ص بتوقيت اليمن ،،،
#دولة_الجنوب_العربي
قال الكاتب السياسي حافظ الشجيفي إن اللحظات التاريخية في حياة الشعوب كثيرًا ما تبدو كاستعادة لوعي قديم أو استنهاض لروح كامنة خلف ستائر الزمن، مشيرًا إلى أن المشهد الذي تجسد مع تدفق الحشود القادمة من يافع نحو ساحة العروض في خور مكسر لم يكن مجرد حدث جماهيري عابر، بل تعبيرًا عميقًا عن معنى وطني متجذر.
وأوضح الشجيفي أنه وجد نفسه مدفوعًا للكتابة ليس من باب الرصد الصحفي المجرد، وإنما لاستنطاق الدلالات الكامنة خلف حركة البشر وصخب الهتاف، مؤكدًا أن ما شهده الجنوب اليوم هو كتلة حرجة من الإرادة الشعبية التي اقتحمت فضاء الوطن لإعادة صياغة معادلات القوة على الأرض.
وأضاف أن حضور يافع لا يمكن اختزاله في بعد جغرافي، بل هو حضور الجنوب بكل ثقله وتاريخه وعنفوانه، لافتًا إلى وجود علاقة خاصة بين جبال يافع وفكرة الحرية، جعلت من مشاركتها شعلة للاستقلال لا تنطفئ، وزلزالًا سياسيًا قادرًا على قلب الموازين وتغيير المناخ العام.
وأشار الشجيفي إلى أن يافع شكّلت منذ انطلاقة الحراك الجنوبي العمود الفقري للقضية الجنوبية، وكانت الوقود الذي غذّى المطالبة بالحق، مؤكدًا أن هذا الدور نابع من صلابة راسخة في الوجدان اليافعي، الذي قدّم التضحيات دون مساومة، إيمانًا بأن التنازل في قضايا المصير هو انتحار تاريخي.
واختتم الكاتب السياسي تصريحه بالتأكيد على أن التحام حشود يافع بالمعتصمين في عدن لم يكن لإضافة رقم في سجل الحضور، بل لفرض واقع جديد وإعادة ضبط البوصلة الوطنية، مشددًا على أن هذا التلاحم بين الأرض والإنسان، وبين الجبل والساحل، يجعل من المستحيل تجاوز الإرادة الجنوبية أو الالتفاف على تطلعاتها التي صيغت بالدم واليقين بقدسية الهدف.
المصدر:عين عدن