الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 12:17 ص بتوقيت اليمن ،،،
الرؤية الجنوبية/ متابعات
لقد مثّلت ثورة 14 أكتوبر 1963م علامةً فارقة في تاريخ الجنوب العربي والمنطقة العربية ككل، حيث جسّدت بداية مرحلة جديدة في كفاح شعب الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، وأدّت إلى تعزيز الهوية الوطنية الجنوبية والانتماء العميق لأرض الجنوب.
وقد كان للدعم العربي، خصوصاً من جمهورية مصر العربية الشقيقة آنذاك، دورٌ أساسي في دعم هذا الكفاح، الذي ساهم بشكل كبير وفاعل في تحقيق الاستقلال الوطني للجنوب في الـ30 من نوفمبر 1967م.
واليوم، يواجه شعب الجنوب تحديات جديدة في إطار صراع أوسع على مستوى المنطقة، حيث تتزايد المشاريع الإقليمية التي تهدد الأمن القومي العربي، ويأتي في مقدمتها التوسع الإيراني الذي يهدد استقرار المنطقة والعالم بأسره.
وفي هذا السياق، أثبتت الوقائع الميدانية، بما لا يدع مجالاً للشك، أن شعب الجنوب، بقيادته السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هو جزء لا يتجزأ من المشروع العربي الكبير، الذي يسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، والتصدي للمشاريع التي تهدف إلى زعزعة هذا الاستقرار.
لقد كانت جهود الأشقاء في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حاسمة في التصدّي للغزو الحوثي الذي حاول اجتياح الجنوب عام 2015م، وكان لهم دورٌ أساسي وفاعل في تحرير العاصمة عدن ومناطق الجنوب الأخرى من قبضة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، مما أتاح للجنوب الفرصة للتوجّه نحو بناء مستقبله بحرية واستقلالية.
إن تضحيات الشهداء من أبناء الجنوب، الذين سقطوا دفاعاً عن هويتهم وكرامتهم، ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال، وهي بمثابة مشعل يهتدي به شعب الجنوب في مسيرته نحو النصر الكامل والحرية، ومهما كانت التحديات، فإن النضال مستمر، ولن تنحني عزيمة شعبنا في سعيه نحو تحقيق الاستقلال والكرامة، وبناء دولته الحرة المستقلة، وعاصمتها عدن.
إن ذكرى ثورة 14 أكتوبر لا تزال تمثّل محركاً أساسياً لشعب الجنوب في الدفاع عن حقوقه المشروعة، كما أنها تجسّد تجديد العهد مع الشهداء، وتؤكد التزامنا بمستقبله السياسي والاقتصادي المستقل، في إطار المشروع العربي الكبير، كشريك صادق وفاعل مع الأشقاء في التحالف العربي، والمنطقة والعالم.
عاش الجنوب حراً أبياً مستقلاً..
والمجد والخلود للشهداء..
مازن محمد
مدير مكتب رئيس الهيئة السياسية بالانتقالي.