الجمعة - 05 سبتمبر 2025 - الساعة 01:42 م بتوقيت اليمن ،،،
تساءلت ماهي الفضيله؟ و لماذا تسبق الفضيله اسماء القضاة ؟ واي معنى من معاني الفضيله يمكننا الاحتجاج به سواء كان هذا المعنى لغوي أو كان هذا المعنى مجازي تزيد من هيبة ووقار القضاة في المجتمع.
لقد وصف اهل اللغه الفضيله بانها عباره عن اراده تميل بشكل دائم نحو الخير ، بينما اضاف اهل علم السلوك إلى وصف الفضيله بأنها عباره عن سلوك الطريق القويم ، بينما علماء الشريعه الاسلاميه اكتفوا بالقول بأن الفضيله عبارة عن مرتبه ساميه من مراتب الاخلاق لايبلغها سوى القليل ، بينما وصف الحكماء الفضيله بأنها ميزان دقيق يقف فيه الإنسان بالوسط بين التفريط والتطرف وان الفضيله هي عباره عن الاعتدال في ابهى صوره .
الفضيله كما يعرفها عامة الناس هي الاخلاق الرفيعه والتي ترتبط بالإنسان الذي تعرف به و تنتسب اليه ، فمثل هذا الإنسان تلتقي في سلوكه العديد من الصفات الحميده والفضائل والتي تظهر على هيئة سلوك حميد تتحكم بها اراده جبلت على الخير تكون محل استحسان الناس ، فعندما ترى الناس انسان يتمتع بألاخلاق فهي عادة ما تطلق عليه بعض التسميات قياسا على الأخلاق الذي يتمتع بها وهذه الأسماء تظل ترافق هذا الإنسان وتتزبن مع اسمه اينما حل وارتحل ، كان يعرف هذا الانسان بين مجتمعه بأنه شخص مؤدب كناية على سلوك وحصافة هذا الانسان أو يعرف هذا الانسان بأنه إنسان طيب كناية على مرتبة الأخلاق التي وصل إليها.
لذلك الفضائل هي انعكاس حقيقي لحاله نفسيه دائمه عكس الواجب و الذي هو عبارة عن سلوك مؤقت يقوم به الانسان تقديرا واحتراما لبعض القواعد التي ترتبط بالاعراف أو بالدين باعتبارها واجب وليس كسلوك دائم .مثل زيارة المريض.
الفضيله تحمل معاني مجازيه عديده تدل عليها على سبيل المثال الصبر فضيله ، الصدق فضيله ، البر فضيله وكل الصفات الحميده والتي تدل على السلوك القويم فهي تدخل ضمن باب الفضائل الذي ترفع الإنسان في أعين الناس.
تساءلت لماذا تسبق كلمة فضيله اسماء القضاة ومشايخ العلم ؟ فوجدت بأن كلمة فضيله قد سبقت اسماء القضاة لأن الفضيله انتسبت منذ القدم إلى شرف ومكانة وقداسة مهنة القاضي في المجتمع لذلك سبقت اسمه ، بينما سبقت كلمة الفضيله اسماء مشائخ أهل العلم لفضل العلم ومكانة العلماء وشرف الانتساب إليهم.
تاسفت كثيرا وانا ارى معاني الفضيله وهي تتكسر في المجتمع ، بعد أن اصبح المؤدب في المجتمع مجرد اسم يرافق البعض من غير أن يكون لذلك اي انعكاس في السلوك ، بينما أصبح الطيب في أعراف الناس عباره عن انسان ساذج لايصح التعامل معه ، في الوقت الذي أصبح فيه سلوك البلطجه في المجتمع مقبولا ومرغوبا و يعطي صاحبه و هيبه وقوه وهنجمه و شرف لايستحقه وكفى بالله حسيبا....
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
