الخميس - 28 أغسطس 2025 - الساعة 11:34 ص بتوقيت اليمن ،،،
القلم ليس شي عادي يمكن الامساك به فكلنا يمتلك ماركات مختلفه من هذه الأقلام ، ولكن السر يكمن في الشخص الذي يمسك بهذا القلم ، فالايادي التي تمسك بمثل هذه الاقلام متعدده ، اذ يمكن أن يمسك بهذا القلم شخص عادي ليكتب به المحاضرات والدروس ، ويمكن أن يمسك بهذا القلم محامي ليكتب به العرائض والدفوع ، ويمكن أن يمسك بهذا القلم قاضي ليكتب به الأحكام والقرارات ، ويمكن أن يمسك بهذا القلم شاعر ليكتب به القصائد ، ويمكن أن يمسك بهذا القلم راوي ليكتب به القصص والروايات، ويمكن أن يمسك بهذا القلم سفيه ليكتب به مايؤدي مشاعر الناس ، ويمكن أن يمسك بهذا القلم اديب يعبر بهذا القلم عن نفسه كإنسان ولو باستعارة شخصيات من وحي الخيال سواء من افلام الكرتون او من غيرها لأن مثل هذه الشخصيات تحمل من الكاريزما وتمتلك من المواقف تلك الذي نفتقدها في هذا الزمن ، الذي انتشر فيه ثقافة النفاق والكذب والمجاملات ، فهذه الثقافه الذي تم استيرادها بواسطة التطبيقات مثل واتساب وفيس بوك والتي انتشرت كنار في الهشيم في أوساط المجتمع ، لقد رأينا من عجائب هذه الثقافه مايشيب له الرأس لقد شاهدنا وبام أعيننا وجوه متعدده لشخص واحد تراه في كل بطحاء يظهر بالوجه الذي يقضي فيه ضالته ، فهو تجسيد حقيقي للمثل الشعبي القائل يرعى مع الراعي وياكل مع الدئب
مجئ بابا سنفور اظهر إلى الملاء الذين ينتمون الى عالم الادب والذين لاينتمون إلى ذاك العالم ، على الرغم بأن منهم من لازال يتباهى بأنه قد نشأ وتربى على ادب مصطفى المنفلوطي وان ماجاء به قلم مصطفى المنفلوطي هو يمثل الادب بارقى صوره بينما بابا سنفور لاينتسب مطلقا إلى عالم الادب إنما موقعه يسنفر هناك بين السنافر
مصطفى المنفلوطي اديب وقلم بليغ لست بحاجه الى بيان علمه وشهرته ، لكن الادب لايحتاج الى كلمات من عيار تلك الكلمات التي كان يكتبها مصطفى المنفلوطي والذي عاش في زمان وخاطب مستوى ووعي عالي وراقي من المثقفين والذين استوعبوا وتذوقوا ما كان يكتب واستفادوا مما يكتب ولكن الزمن الذي نعيش فيه زمن مختلف لقد تدنى فيه مستوى الثقافه بشكل معيب وكذلك الوعي ، فلم تعد العقول تتعرف أو تتذوق الادب الا من رحم ربي أو تتعرف على المقاصد الخفيه لبعض الاستعارات البسيطه ليفهم معنى الرساله الذي أراد هذا الاديب أو ذاك إيصالها .
الادب على مختلف الصور الذي يظهر عليها سواء بكلمات بليغه من قلم اديب بحجم مصطفى المنفلوطي أو بكلمات بقلم من يستعير شخصيات مثل بابا سنفور فهذا الادب يخرج من مشكاة واحده ، فكل اديب لديه مايخبرك به سواء عبر الخطاب البليغ أو حتى عبر شخصيات من عالم الكرتون .
بابا سنفور قد جاء من عالم الكرتون إلى عالمنا ليس طلبا للمساعده انما جاء لينقل لنا صوره حقيقيه عن الحال الذي نحن عليها ، ليكشف لنا عن المستوى الهابط الذي وصلت اليه تقافتنا لقد فقدنا حقا حاسة التذوق السليم للأدب ، فقد ترك اهل هذا الزمان لغة الادب الحصيف ليستعيضوا عنها بلغه هابطه مصدرها الشيطان الذي نفتخر بحمله "الجوال" ليتوهوا في متاهات عالم التطبيقات مثل الواتس اب والفيس بوك حتى وصل حال البعض إلى الغرق في مستنقع من الأخطاء الاملائيه ، بل و أصبح البعض يدبش للظهور بمظهر مختلف "هاي" بين مفردات من اللغه العربيه و مفردات من اللغه الانجليزيه حتى أصاب لسانه الاعوجاج ، لقد كان بابا سنفور عبارة عن صرخه ليخرجنا من روتين الحياة الحديثه إلى عالم الادب والاستعارات المكنيه والتي تزدهر بها لغتنا العربيه ولياخد بأيدينا إلى عالم اللغه العربيه بكلمات ليست بمستوى الكلمات التي كتبها مصطفى المنفلوطي ولكن بنفس الأهداف الذي كتب عنها مصطفى المنفلوطي.وكفى بالله حسيبا.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد