الخميس - 17 يوليو 2025 - الساعة 09:06 م
كنت في طريق عودتي إلى المنزل بعد أداء صلاة العشاء ولكن فجاءه بدأت اسمع نداء خفيف وكأن هذا النداء قادم من بعيد ، نظرت في كل اتجاه ابحث عن ذاك الصوت ، اتفحص بإصرار عن مصدر ذاك الصوت ولكن لم اجد شيئا فبدأت بسرعة الضوء بثلاوة المعوذات ومعها كل ماحفظت في حياتي من اذكار ، ولكن صدى ذاك الصوت بداء يزداد بقوه اكبر ، فأدركت بأن الأمر لا يتعلق بالجن والعياذ بالله إنما بشئ اخر ، فذهبت ابحث عن مصدر ذاك الصوت فإذا بي أقف أمام شخص قصير له لحيه كثيفة بيضاء ويرتدي سروال احمر و يعتمر قبعه بيضاء ، فصرخت من الفرح بابا سنفور ، فهز رأسه موافقا وهو يهمس لي بالاقتراب منه ، في البدايه تملكني الخوف على اعتبار بأن قصة بابا سنفور هي قصه من وحي الخيال شاهدتها وانا طفل واستمتعت حقا باحداثها ولكن تساءلت كيف جاء هذا الرجل من عالم القصص إلى عالم الواقع ليقف أمام ناظري ، فقلت ربما يكون الأمر عباره عن مزحه أو عباره عن برنامج مقالب تلفزيوني أو أن الواقف امامي انسان قصير القامه تقمص دور بابا سنفور من أجل لحظات من الترفيه ، ولكن في الاخير قررت الاقتراب من هذا الرجل و الاستماع الى ما عنده ، فقال لي باهتمام هل تريد استلام الراتب؟ فلمعت عيناي وتحرك راسي تلقائيا بالموافقه فقال عليك بوصفة بابا سنفور ، وهي وصفه مجربه منذ قرون ، قال عليك إحضار اذن ارنب ذكي وشعره من رأس المعبقي وقطره من حبر قلم دولة رئيس الوزراء ودمعه من موظف سعيد وتخلط هذه المكونات مع بعض لمدة ساعه تم تضيف إليه كشف الراتب و تترك الخليط ينشف لمدة سته اشهر وباذن الله تعالى تستلموا الراتب وبالدولار الأمريكي كمان ، فضحكت لدرجه اني فقدت مع تلك القهقهات حصافتي قائلا ما عاد الله إن اسلك مثل هذا الطريق فالراتب سيأتي سواء بطريق البري عبر امين الصندوق أو بطريق الرقمي عن طريق محلات الصرافه أو حتى عبر جاري جمل إذا تطلب الأمر ، ولكن الخوف ليس من لحظة وصول الراتب ولكن الخوف من القيمه الذي سيكون عليها الراتب حال الوصول في ظل الانهيار السريع للريال والارتفاع الجنوني للأسعار وكفى بالله حسيبا .
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد