كتابات وآراء


الأحد - 06 يوليو 2025 - الساعة 08:27 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


مامعنى أن نضحك و بقهقه عاليه هل معناه بأننا تركنا كل الازمات خلف ظهرنا أو هل معناه بأننا أصبحنا أقوياء وان لاشي يمكن أن يعكر أو يفسد من مزاجنا أو هل معناه بأننا اصبحنا لانبالي فكل شئ أصبح لدينا عادي فلم نعد نكثرث بشئ مما يحدث حولنا أو هل معناه بأن فيوزات الدماغ قد بدأت تتعرض لتماس خطير قد يمهد لخروج منظومة الدماغ عن الخدمه أو هل معناه بأننا اصبحنا نتبنى بعقلانيه المقوله الشعبيه والتي تقول هم يضحك وهم يبكي أو هل معناه أننا كتبننا كل أحزاننا والمنا بلغه عربيه رزينه وفصيحه في عريضة عصماء بصيغة الشكوى إلى الله تبارك وتعالى نشكوا فيها ظلم العباد .
الضحك قد ينسينا بعضا من همنا ولكننا لانستطيع أن ننسى لظى وهي بالمناسبه اشد مرحله من مراحل الحراره ، كما تخبرنا بذلك معاجم اللغه العربيه وخصوصا بأن الأجواء الحاليه التي تمر بها مدينة عدن تحاكي لظى بالمقياس الحراري إن لم تكن أشد لايمكن بسهوله تجاهل أو نسيان حرارتها ، بعد أن أصبحت جلودنا مرتعا خصيبا للحبيبات والتي تسمى محليا "الحراره" وهي حبيبات صغيره تنتشر بسرعه في بقاع مختلفه من الجسد نتيجة ارتفاع درجات الحراره ونتيجه مباشره لانطفاء التيار الكهربائي و لسته عشره ساعه متواليه والمجحف بانها قابلة للزيادة ، تساءلت هل ممكن حدوث مثل هذا الامر في دولة نظام وقانون؟ وكيف يفهم المسئولين في بلادنا مصطلح العدل اساس الحكم والذي هو في بلادنا عباره عن زينه يتم تزيين مكاتب المسئولين بها تيمنا بما يفعل مجلس النواب ، فإن مصطلح العدل اساس الحكم ليس عباره تستخدم لتزيين المكاتب انما معناه الفقهي هو إقامة العدل بين الناس وتطبيق القانون بشكل عادل بحيث أن هذا القانون يمنع الظلم والاستبداد ، فالقانون يجب أن يخضع لأحكامه الجميع ولا انسان فوق القانون بغض النظر عن ضعف أو قوة منصبه وهذه القاعده هي التي تحكم في جميع دول العالم ولكن في بلادنا ليس لهذه القاعده وجود ولم نجدها حتى معلقه في الجدران كما وجدنا العدل اساس الحكم.
تساءلت هل مايحدث في مدينة عدن من انعدام الخدمات وتأخير الرواتب وانفلات الاسعار هل هو يدخل من ضمن التفسيرات الحديثه لمعنى اقامة العدل بين الناس أو أنها اشاره بليغه الى أن القانون في بلادنا قد بات مريضا جدا يرقد في العنايه المركزه يحتضر إن لم يكن قد مات سريريا.
مدينة عدن تفقد يوميا المزيد من سكانها من المرضى من أصحاب القلوب الضعيفه أو داء السكري أو السرطان الذين قضوا نحبهم بسبب الارتفاع الاستتنائي في درجات الحراره وانطفاء الكهرباء ، فنحن نصلي خلف جنازات كثيره لانعلم من هم أصحابها ولا ندري هل نفرح على وفاة هولاء أو نحزن لأجلهم لقد بتنا بسبب الحراره قاب قوسين أو أدنى من اللحاق بهم ، فإذا أرد اي من السكان مدينة عدن تجنب ذات المصير ما عليه سوى الاعتصام خلف نعيم منظومه من منظومات الطاقه الشمسيه والتي تتضمن تشغيل مكيف بقيمه تناهز مبلغ مابين عشره ألف حتى تمانية عشر ألف ريال سعودي ، أما من يعجز عن توفير مثل هذا المبلغ الضخم فعليه الاستعداد للاسواء ولسان حاله ما جاء في نص الايه 126 الكريمه من سورة الاعراف 'ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين" وكفى بالله حسيبا
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد