كتابات وآراء


الخميس - 03 يوليو 2025 - الساعة 03:53 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


تساءلت ماالمعنى الشرعي للوظيفه العامه ؟ هل معناه الحضور إلى مقر العمل والوقوف في طايور طويل و صارم تحت نظر وانتباه المدير العام مثل مايحدث مع الجنود ، أو هل معناه أن يحضر الموظف العام و هو مرتدي بدلة شيك و من ماركه عالميه معلنا عن حضوره المميز و بلوك جديد يبهر الناظرين ، أو أن هذا الحضور معناه أن الحضور قد جاء فقط من اجل إجراء احاديث تصنف ضمن احاديث gossip ومن ضمنها تبادل اخر الاخبار ، أو ان الحضور معناه حضور توقيعنا المميز على حافظة الدوام خوفا من الخصم .
القدوم إلى مقر العمل ليست امتياز كما يروج له البعض إنما هو واجب وشرف ، القليل فقط من يستطيع أن يحمل راية هذا الشرف بامانه ، فالعمل في مثل هذه المؤسسات عباره عن خدمه عامه يستفيد منها المواطن البسيط ، في الوقت الذي لازال بعض الموظفين بحاجه ماسه الى أن يعود إلى مقاعد الدراسه ليستوعب المعنى الشرعي في أن تكون موظف عام والشرف الكبير الذي يحظى به لأجل خدمة هذا المجتمع من خلال مثل هكذا وظائف ، ليس من الحكمه اعتبار مثل هذه الوظيفه امتياز أو حق خالص يتسبب في عناء المواطن البسيط اتناء المعاملات فقد يقف المواطن ولساعات تحت الحر الشديد لإنجاز معامله بينما هذا الموظف يتبادل أطراف الحديث والنكات مع زملاء المكتب تحت دفء مكتب شديد البرودة مع اخد استراحه و فاصل بين الحين والآخر تارة للرد على الاتصالات وتارة لأجل تناول الفطور وتارة بسبب التعب وزحمة العمل في الوقت الذي يقف فيه هذا المواطن في الطابور وهو يتصبب من العرق .
تساءلت ماهي اداب الوظيفه العامه ؟ الوظيفه العامه مثل غيرها من الوظائف لها اداب وسلوك يبداء من حسن و حفاوة استقبال المواطن إلى حين قضاء المواطن لحاجته من دون أن تفارق الابتسامه وجه الموظف العام وبينهما يجب أن يضع هذا الموظف في الاعتبار إنجاز المعاملات بسرعه ومهنيه واستتناء كبار السن والمرضى وذو الاحتياجات الخاصه من الوقوف في الطابور ليس من باب الإلزام إنما من باب التقدير والاحترام ، نحن نفتقد لمثل هكذا سلوك في المؤسسات الحكوميه على عكس الشركات والمؤسسات الخاصه والتي تقدم نمودجا يجب أن ترفع له القبعات ، فنحن جميعا مواطنون سواء شغلنا مناصب عليا أو شغلنا مناصب دنيا فاساس عملنا هو خدمه المواطن وليس العكس وكفى بالله حسيبا...
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد