كتابات وآراء


الأحد - 29 يونيو 2025 - الساعة 06:20 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


وجدت نفسي اهيم في الشارع احاول ان ابحث عن بقعه في مكان ما لعلي اجد فيها بعضا من الهدوء ، بعد أن علمت على طريق الصدفه بان الرقم الذي وصل إليه الريال السعودي قد بلغ 735 ريال قابل للارتفاع ما أدى إلى اغلاق البقالات لإجراء مراجعه و تحديث شامل لتاخد بعين الاعتبار اسعار الصرف الجديده تمهيدا لتحديد اسعار السلع الاستهلاكيه و بالريال السعودي فأنت على سبيل المثال إذا ما أردت شراء اي سلعه حددت قيمتها بالريال السعودي فماعلى صاحب البقاله سوى الاستعانه بخدمات الأله الحاسبه لتحديد سعرها بالريال اليمني وفقا لاخر تحديث لسعر العمله الوطنيه.
هذا الأمر جعلنا نستعير بجميع المعادلات في علوم الرياضيات لأجل حل معادله حسابيه واحده لاغير وهي كيف نجعل الراتب "يتبارك" ويكفي لاخر يوم في الشهر ، لكن رغم المحاولات الذي قضيناها في الحساب إلا أن جميع النظريات المشهود لها في علم الرياضيات قد فشلت تقريبا في ايجاد حل لمثل هذه المعادله ، ذهبنا مكرهين إلى العم ميتا "الذكاء الصناعي " وطلبنا منه على استحياء حل هذه المعادله و منذ ساعتين تركت ميتا وهو في حالة اكتئاب شديد على أمل أن تقوم الشركه المنتجه له باصلاحه أو على الأقل مراجعة البيانات النفسيه لهذا المنتج أملا في إعادة تركيب مزاج جديد يتوافق مع حال بلادنا ، علينا فقط أن نبحث عن شخص ذكي يتمتع ببعض قدرات عقل اينشتاين ليحل لنا هذه المعادله على سبيل الصدقه لأجل انقاد الطبقه الوسطى من الموظفين والمتقاعدين بعد ان باتت هذه الطبقه تعيش مكرهة على راتب يقل أو يزيد قليلا عن المئة ألف ريال يمني اي مايعادل مئه وثلاتون ريال سعودي فقط.
تساءلت ماهو موقف الحكومه؟ فنحن لسنا شعب أعزل كما يعتقد أصحاب محلات الصيرفه بل لدينا حكومه وجيش وشرطه وبنك مركزي ونيابات ومحاكم عليا ودنيا وهيئات للرقابه ومكافحة الفساد وفقا لما ينص عليه دستور البلاد فقلت إن هذه المؤسسات الحكوميه حتما لن تسكت ولن تسمح بحصول اي تجاوز أو ضرر على أمن المواطن الغدائي ولكن ما أثار الاستهجان بأن جميع هذه المؤسسات الحكوميه قد ظلت في صمت عميق وكان لسان حالها يصدع لاتسال عن عزيز قوم ذل، باستثناء الحكومه والتي دعت إلى اجتماع عاجل و قد ناقشت هذه الحكومه خلال اجتماعها المزعوم الازمه الاقتصاديه التي تعصف بالبلاد قد أظهرت هذه الحكومه عزما على إيجاد الحلول لحل هذه الازمه من خلال أناقة ابتسامات أعضاء هذه الحكومه على الصور الفوتوغرافيه والتي اخدت على شرف هذا الاجتماع وقد تمخض هذا الاجتماع العتيد عن بيان ، وقد تميز هذا البيان بجوده وبلاغة تحسد عليها هذه الحكومه في توظيف واستخدام مفردات اللغه العربيه إذ احتوى هذا البيان على خطاب بليغ موزون بعنايه ولكن لم يتم في هذا الخطاب الاشاره ولو بحرف من حروف الاشاره الى واقعة انهيار الريال اليمني أو حتى الحديث ولو بلغة الصم والبكم عن الحلول الذي اتخذتها هذه الحكومه الموقره من أجل مكافحة التضخم ولم يستعير هذا البيان اي مفرده من مفردات اللغه العربيه من أجل إرضاء و طمأنة المواطن المسكين في موضوع انتظام الراتب ولم يتحدث البيان حتى بلغة برايل الخاصه بالعميان عن اي خطط لهذه الحكومه من أجل زياده معقوله في الرواتب .
فقلت اكيد أن هذه الحكومه قد فهمت موضوع اصدار البيانات غلط ، البيانات الصادره عن هذه الحكومه مثل سابقاتها ليس لها اي انعكاس حقيقي على الحياة المعيشية للمواطن الغلبان فهي تؤدي فقط إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم مع ارتفاع مضطرد في منسوب القلق لدى المواطن البسيط ، فالبيانات بحسب معاجم اللغه العربيه هي عباره عن مجموعه ارقام وحقائق غير معالجه تكون ذات قيمه واهميه بعد تحليلها أما بنسبة لهذه الحكومه فالبيانات عباره عن وسيله فعاله و مضمونه لشراء الوقت وكفى بالله حسيبا.....
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد