الأحد - 15 يونيو 2025 - الساعة 09:15 م
في إحدى القاعات والتي تتألق فخامة تسر و تبهر الناظرين ، تجولت ببصري هنا وهناك في تنايا هذه القاعه مستعرضا ببصري كل هذا الجمال الذي يشع من أركان هذه القاعه مع وجود كرسي فخم يتوسط هذه القاعه ، فقلت يمكن أن تكون هذه القاعه قد حجزت لحفل زفاف ولكن سرعان ما أدركت ان مثل هذه الاحتفالات تحتاج إلى الكثير من الكراسي ، لكن قيل لي بأن هذا ليس بحفل زفاف ولكن هذا الكرسي قد خصص لأحد المسئولين صاحب البدله الاشيك بين الحضور لأجل الإدلاء بتصريح صحفي مقتضب إلى وسائل الإعلام لم اجادل مطلقا لعلمي المسبق بأن ماارتديه من بدله متواضعه على قد الحال لايمكن باي حال أن تضاهي قيمة بدلة هذا المسئول أو تضاهي بعضا من جمالها وأناقتها ، فقررت على الفور إجراء حوار مع هذا المسئول لعلنا نخرج بفائده ما حتى وان كان مثل هذا الحوار "افتراضي" لان مثل هولاء المسئولين لايمكن باي حال إجراء اي لقاء معهم إلا بوساطه وموعد مسبق ووقت ضيق قد يتاح لك بعد عناء لدقائق معدودات يمكن اختصار هذا الوقت لاحقا إلى ثوان معدودات قياسا على زحمة المواعيد على جدول هذا المسئول فتساءلت كيف إبداء مثل هذا اللقاء وبأي سوال افتتح به مثل هذا اللقاء متأملا أن يكون مثل هذا السؤال التسخين المناسب الذي قد ياخد اللقاء إلى أجواء مثيره ، فساءلت هذا المسئول ماهي وظيفتك؟ نظر إليه بانتباه ليقول لي بنبره لطيفه هذا ليس من شأنك ، ومن تكون انت حتى تساءل مثل هذا السوال؟ أجبته صادقا و بعفويه أنا الشعب ، فنظر إليه متفرسا وقائلا وماذا يريد الشعب ؟ فضحكت وقلت لهذا المسئول لاتجيب على سؤالي بسوال فلست بمزاج حسن فالشعب يريد فقط أن يعرف فضحك بقهقهه عاليه قائلا إن الوظيفه التي اشغلها هي وظيفه عامه تتعلق بخدمة هذا الشعب ، فابتسمت موافقا ولكن احببت ان احافظ على وثيره تصاعديه لمثل هذا اللقاء فقلت ايها المسئول كيف تخدم هذا الشعب؟ فنظر إليه وقد بدأت نبرات الغضب تتعالى من نبرات صوته أنا وغيري من المسئولين نعمل لأجل توفير وتيسير حياة هذا الشعب والحفاظ على السكينه العامه ولكن قاطعته قائلا ولكن الواقع يقول عكس ماذهبت اليه؟ فضحك مرددا وماعلمك انت بالواقع وكيف تعلم ماذا نعمل لأجل خدمة هذا الشعب فقلت له صحيح فأنا من عامة الشعب اقيس الأمور على الواقع وليس على الكلام فأنتم السياسيون تجيدون فتح حسابات من الوعود ولكن ليس هناك رصيد من الأفعال يغطي لتنفيد مثل هذه الوعود فابتسم وتوجه إليه بهمسات تكاد لاتسمع قائلا لا تسال عن أشياء أن تبدوا لكم تسؤكم فمثل هذه الاسئله لن تجد لها اجابات شافيه ولاتخرج عن الدور المرسوم لك كشعب انت عليك أن تطيعنا لأن ذاك فيه مصلحه وأمن لي ولك وحفاظا على الاستقرار والسكينه العامه فدخلت في صمت عميق ، لأن في هذه الاجابه وجدت شئ من البلاغه وبعضا من الحكمه ، ولكن سرعان مااستيقظت بفعل انطفاء التيار الكهربائي لادرك بأن مثل هذا اللقاء لم يتم وكل ماجرى كان عبارة عن أضغاث احلام ، فضحكت وكان لسان حالي يقول بأن أحداث هذا اللقاء وكل مادار فيه من حديث من وحي خيال الكاتب لا يمت إلى الواقع بصله فاخدت شهيقا ملاء صدري واخدت أرتب جدول يومي مهتما بشكل خاص بموعد زيارتي إلى الكافيه الاسم الحديث للمقهايه لأجل لقاء مستحق بعد عناء يوم شاق يجمعني مع كوب من الشاي العدني بالحليب ليعيد إلى راسي بعضا من الهدوء و الراحه.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد