الخميس - 22 مايو 2025 - الساعة 10:11 م
محاضر الجلسات عبارة عن وريقات تكتسي باللون الابيض الذي يعطي لهذه الوريقات نحوا من الجمال ، شخصيا اطلق عليها لقب قلب الملف ، لان هذه المحاضر هي من تتوسط الملف تنبض بكل مايحمله الخصوم من مشاعر سواء كانت هذه المشاعر تحمل بعضا من الود أو كانت تلك المشاعر تحمل نحوا من العداء والعياذ بالله وهي تعتبر اللسان الفصيح الذي يروي قصة النزاع وبلغه تحاكي لسان الخصوم وتحتوي على كل ما يقدمه الخصوم من مستندات وحجج و لكن في كلمات معدودات تختصر بمهاره كل مايحتويه ملف القضيه من اوراق..
يفتتح هذا المحضر العجيب بالبسمله تم تبداء الكلمات بالوفود اليه تباعا من خلال بعض التفاصيل الدقيقه والتي ينفرد بها هذا المحضر عن غيره من المحاضر من خلال اثبات انعقاد الجلسه الذي له اهميه قصوى اذ لايصح تدوين اي كلمه من كلمات هذا المحضر خارج اطار الجلسه ، فالمحضر يعتبر قانونا حجة بما جاء فيه ، فانعقاد الجلسه تعطي مثل هذه المحاضر القوه القانونيه بما احتواه و تجعله في مراتب لايمكن الطعن او التشكيك بما جاء فيه ، لان كل ماجاء فيه قد تم امام هيئة المحكمه وبحضور اطراف هذه الدعوى او ومن يمثلهم قانونا.
كما ان انعقاد مثل هذه الجلسات يتم وبشكل علني و بحضور الاطراف من مدعى و مدعى عليه ومن يمثلهم قانونا وحضور من يهتم من الجمهور من دون اي عوائق شريطه الا يتم تطفلهم اتناء انعقاد الجلسه سواء بشكل مباشر بالكلام و ابداء الرائي او بشكل غير مباشر من خلال التلقين لاحد الاطراف ، لقد شدد القانون على وجوب علانية الجلسات لان علانية الجلسات تعطي صوره حيه و على الهواء مباشرة عن التطبيق الصارم لمبداء المحاكمه العادله من خلال تمكين و اعطاء اطراف الدعوى الفرصه الكافيه لتقديم مالديهم من طلبات و دفوع و مستندات و حجج سواء كان هذا التقديم منهم مباشرة او من خلال من يمثلونهم قانونا و بحريه تامة ومن دون اي ضغط يقع عليهم او اكراه.
كما ان الاشاره الى مكان وقوع هذه الجلسه له اهميه خاصه اذ يكتسب مكان وقوع الجلسه اهمية قصوى ، اذ لايمكن انعقاد الجلسه الا في مقر المحكمه الواقع النزاع في دائرة اختصاصها لان كل محكمه لها نطاق جغرافي معلوم يسمى قانونا بالاختصاص المكاني ونطاق زماني معلوم يتعلق بالقضاة الذين يعملون في هذه المحكمه وهذا النطاق يبداء من تاريخ تعيين او ندب القاضي للعمل في هذا المحكمه وينتهي بنقل اوندب القاضي الى محكمه اخرى وبسمى اصطلاحا بالنطاق الزماني للولايه القضائيه..
ان يوم وتاريخ انعقاد الجلسه يحمل اثرا قانونيا مهما و عميقا فلاقيمه للمحاضر الذي ليس مدون فيها تاريخ انعقاد الجلسه اذ ان التجهيل بمكان وتاريخ انعقاد الجلسه يجعل من هدا المحضر عديم الاثر ولا يمكن الاحتجاج به و بما جاء فيه ، كما ان اثبات حضور هيئة المحكمه واثبات حضور الاطراف سواء بالاصاله عن انفسهم او من خلال من يمثلونهم قانونا هو حجه واثبات لايمكن لاطراف هذه الدعوى باي حال انكار ماحواه محضر جلسه تم بحضورهم وحضور من يمثلهم.
احب أن أنوه بان هذه المحاضر ماكانت لتكون لولا انامل امناء السر و التي حرصت بصمت و عنايه على تدوين كل مايدور في هذه الجلسات ، قد لاينتبه احد لوجود مثل هولاء ولكن هم هناك يحرصون دائما ان يكون وجودكم وكل ماتقدمونه موجود في محاضرهم ، ان مايقدمونه من عمل و جهد له قيمه عظيمه نعرف جميعا ثقلها في ميزان العداله .
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد