كتابات وآراء


الأربعاء - 21 مايو 2025 - الساعة 08:28 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


ما معنى أن تكون قاضيا؟ هل معناه أن تكون شخص غير عادي و مرعب أو هل معناه ان تكون شخص محترم ومهاب او هل معناه أن تكون انسان مبتسم ولكن لاتغرك مثل هكذا ابتسامه فخلف هذه الابتسامه تجد قلب منفطر لهول مايحمل القاضي على ظهره من الهم ، تساءلت كيف يعيش القاضي وسط كل هذه القضايا والملفات الذي تحاصره في قاعات المحاكم في النهار وتحاصره بالاطلاع والدراسه في الليل يصاب القاضي من جراء كثافة العمل بصداع واحيانا يدرف ارتال من الدموع ، علما بأن القاضي ليس لديه حصانه تحميه من الأحزان ، يجب أن ندرك بأن القاضي يعيش كل يوم وعلى مدار الساعه حياة قاسيه يضحي فيها القاضي بوقته وراحته وتاخد القضايا من القاضي بعضا من رصيد صحته لأجل أن يحافظ على السكينه العامه في المجتمع ، محظورا على القاضي قانونا أن يقع في الخطأ على الرغم أن الإنسان بطبيعته خطاء والخطا يجري في الإنسان مجرى الدم ولكن الخطأ بلغة العداله معناها الظلم ، يتأرجح القاضي بين كفي ميزان العداله ليس بحثا عن الترفيه كما يعتقد البعض ولكن يبحث بتان وصبر عن الحق يدرس اوراق القضايا بعنايه يبحث بين فرث ودم أو بين كومة قش كما يقول اخواننا المصريين عن الحق ، تساءلت كيف يتعامل الناس مع القاضي هل يتعامل الناس مع القاضي بشئ من الخوف على اعتبار بأن القاضي عندما يحكم فإنه يسعد البعض على حساب البعض الآخر مايجلب للقاضي الاستهجان لذلك لايكثرت القاضي كثيرا لفرحة هذا أو زعل ذاك طالما وان منطوق الحكم الذي نطق به قد جاء موافقا لما ثبث في مجلس قضائه موافقا للقانون و نابعا من قناعاته .
تتعامل الناس مع القاضي بنوع من الاحترام الشديد لمكانة القضاء و شخصية القاضي النمطيه في المجتمع فالقاضي هو الشخص الوحيد الذي يهابه الناس سواء كان متوسدا كرسي القضاء في المحكمه او خارج أسوارها يصغي إليه عامه الناس بعنايه واهتمام لذلك عندما ترى عامة الناس القاضي تبادر في الوقوف تعبيرا عن الاحترام لشخصه والقاء التحيه عليه والاقتراب منه في محاوله للحصول على استشاره قانونيه لهذه المسئله أو تلك .
مكانة القاضي ليست بحاجه الى وصف إنما هي سلوك عام ثتوارثه الاجيال لذلك تساءلت هل معالي محافظ عدن ومن يعملون في مكتب المحافظ يعلمون بهذه المكانة أو أن مرتبة و أسهم القضاء قد اصابها الكساد فلم يعد للقاضي اي قيمة تذكر ، فقد كنت اليوم ضيفا على معالي المحافظ واخدت التقط بعضا من الصور السيلفي وانا بين حراسات المحافظ تعبيرا عن حسن الاستقبال واحب من هذا المقام باسمي شخصيا أن اشكر حراسات معالي المحافظ على حسن الاستقبال و كرم الضيافه بعد أن أدركت من خلال حفاوة الاستقبال قيمة ومكانة االقضاة في بلادنا وكفى بالله حسيبا.......
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد