الثلاثاء - 20 مايو 2025 - الساعة 07:46 م
القانون عباره عن نصوص تكتب بلغه حصيفه ظاهرها الحزم وباطنها التراخي يتم توزيع مثل هذه النصوص على مواد في أبواب وفقا لفهرس دقيق يرتب محتواها قياسا على أهميتها ، يجتهد البعض في الاستفاده من خيرات هذه النصوص ، بينما يعمل الاخرون على وضع فعالية هذه النصوص قيد الاختبار بحثا عن ما تحمله هذه النصوص من عيوب مصنعيه .
فكرت و بصوت مرتفع نحن البشر لسنا مثاليون في إنتاج النصوص القانونيه لدينا مهارات تعادل قدرات الجن في إخفاء عيوبنا لذلك كل القوانين التي أنتجناها قد جاءت تماما مثلنا تشبهنا في كل شىء تحمل نحوا من عيوبنا المخفيه ، فالنصوص الذي نتباهي ونحتفي بها وناخد على شرفها صور سيلفي تأتي بقالب لغوي مثالي فريد قبل أن نكتشف اتناء وضع هذه النصوص على المحك العملي كل العيوب التي تختفي بعنايه بين سطور كلماتها ،،
صناعة القوانين في بلادنا تحتاج إلى قرار جرئ يعطي الضوء الأخضر في مراجعه جاده لطريقة اصدار القوانين في البرلمان و تقييد الحق في إضافة البعض من الكلمات اي التعديل إلى النص الأصلي لاهل الاختصاص فقط لإعطاء النص قوه وهيبه وهنجمه بينما نجد أن الواقع يقف على النقيض تماما ، فالواقع يحكي بأن تلك الاضافات التي تتم من قبل أعضاء البرلمان هي من تودي سواء بقصد او بغير قصد إلى إضعاف و إفراغ النص من محتواه ،.
بناء نصوص القانون يتطلب من فقهاء القانون اجتهاد وفكر راقي يستند إلى أحدث النظريات العلميه في علوم القانون لبناء نصوص تعمل على تحقيق العداله والمساواة بين الناس في الوقت الذي يجتهد فيه فقهاء الشريعه الاسلاميه في تبسيط احكام الشريعه الاسلاميه و وضعها في نصوص قانونيه أو مايسمى اصطلاحا بتقنين الشريعه الاسلاميه ، فكل الجهود الذي تبدل في إنتاج القوانين تذهب هباء منتورا نتيجة للمناقشات التي تتم في سدة البرلمان من قبل أعضاء لايفقهون في القانون الا اماني ،فالتعديلات التي يصر بعض أعضاء البرلمان على إدخالها على النص الأصلي تجعل القوانين تظهر منذ البدايه عرجاء لا تستطيع أن تحاكي الواقع فيتم احيانا إضعاف النص القانوني لمصلحة النص الشرعي أو العكس من دون أن يفقه من يجلسون على سدة البرلمان بأن النصوص القانونيه والنصوص الشرعيه تسند بعضها بعضا وتكمل بعضها بعضا الا إذا تعارض النص القانوني مع كتاب الله وسنة رسوله المصطفي فيجب إزالة النص القانوني بنص اخر ينسجم مع احكام الشريعه الاسلاميه .
العيوب في النصوص القانونيه هي السبب الرئيسي في المعاناة الذي يقع ضحيتها عامة الناس، فيجب على النص أن يحاكي الواقع بصدق حتى يكون لهذا النص مصداقيه وأثر وفعاليه يشعر ويشيد به الناس، لايشترط في النصوص أن تكون كلماتها مثاليه بقدر ما يشترط أن تكون كلماتها حازمه وصارمه وواضحه لاتحتمل ازدواجية التفسير ، شخصيا لا انتظر من النصوص أن تكون قد صيغت بلغه جميله ياسر جمالها العقول و إنما انتظر أن تكون فعالية مثل هكذا نص أكثر بلاغه وقوه من الكلمات،،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد