كتابات وآراء


الخميس - 16 مايو 2024 - الساعة 07:16 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


وقفت عند قوله تعالى في سورة ق الايه 18 مايلفظ من قول ..... الى آخر الايه فقلت في نفسي أن كلمة لفظ تعني خروج الشي بشكل عام من الفم قد يكون الخروج على شكل استرجاع القي على سبيل المثال أو ان هذا الخروج قد يكون على شكل كلمه سواء كانت هذه الكلمه فرديه أو كانت هذه الكلمه مركبه فلماذا استخدم الرحمن جل في علاه مصطلح لفظ؟ فاللفظ بشكل عام يستخدم في الاشاره الى خروج الشي من الفم سواء كان خروج هذا الشي جميل أو كان خروج هذا الشي قبيح ولكن الله تبارك وتعالى لم يشاء أن يطيل حيرتنا فاضاف "قول" في اشاره واضحه للكلمات فلماذا الله سبحانه وتعالى اختص الكلمه بهذا الاهميه والتقدير ؟ فالاصل أن الكلمه إذا خرجت من الفم سواء كانت كبيره او كانت في أذهان الناس تافهه سواء قيلت في مجلس عن قصد او طحست عن طريق السهو سواء كانت هذه الكلمه موضوع عريضة دعوى أو كان موضوعها تقديم شكوى فقد جند الله تبارك وتعالى لها ملكان كريمان يختصان بكتابتها ، فتساءلت لماذا اختص الله تبارك وتعالى تلك الكلمه بهذا الحرص والتدوين ؟ الكلمه هي بذاتها مسئوليه ينبغي على من تلفظ بمثل هذه الكلمه عبء اثباث صحة ما جاء في ظاهرها بينما الحساب على ماجاء في ظاهرها وماخفي في باطنها على الله تبارك وتعالى سواء حملت هذه الكلمه بعض من الاحترام او كان موضوع هذه الكلمه شي من الاتهام ، قد تكون هذه الكلمه موضوع تقدير واحترام أن كانت قيلت في سبيل اظهار الحق أما إذا قيلت في نصرة الباطل فإن ثقل وزرها يظل في ظهر قائلها إلى يوم الدين .
الكلمه قد لا نلقي لها بال لكن لها مفعول السحر في إسعاد الناس أو في اغضابهم فاثر مثل هذه الكلمه وضررها قد يجتاز كل عقل فالكلمه هي بيان لما في النفس فقد يكون ظاهر هذه الكلمه الحق وقد يختبئ الشر في تفاصيلها ، فقد فقدت هذه الكلمه الكثير من ماء وجهها بعد أن اجاد البعض فن التلاعب بها واحداث ثلك الضجه التي يراد من خلالها درء الرماد في العيون فالرماد مهما ما تسبب به من ضرر فمصيره إلى الزوال فالكلمه لها من الكرامات ما تبيض به وجه صاحبها أو تخدله.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه