الأربعاء - 28 أغسطس 2024 - الساعة 10:38 م
هناك ضجه اعلاميه كبيره ومفتعله تقف خلفها بعض المنظمات الدوليه موضوعها زواج القاصرات ، ولاادري لماذا يتشنج البعض في الاعتراض حول عدم شرعية مثل هكذا زيجات ، فالمبررات التي تطرح من قبل المعارضين هي ذات المبررات التي تسوقها لنا المنظمات الدوليه ليلا ونهارا مثل أن القاصرات لاتستطيع أن تتحمل اضرار العلاقه الجنسيه مع الرجل بحكم سنها الصغير مع إمكانية حدوث أضرار نفسيه تصيب الفتاة القاصرات جراء مثل هذه العلاقه ، علاوة على ان الفتيات القاصرات لاتستطيع تحمل مشقة الحمل والولاده مع الاخد بعين الاعتبار بإمكانية حدوث أضرار لايمكن القبول بها نتيجة المضاعفات الناتجه عن الحمل، تم ان الفتيات القاصرات لاتستطيع تحمل مسئولية إدارة بيت وتربية الأطفال لحداثة سن الفتاة مع افتقارها إلى الخبرات التي تعطيها المهارات اللازمه في إدارة المنزل ، هذا اجتهاد تجاهر به الكثير من النساء في العلن وبتشجيع ملفت من بعض المنظمات الدوليه والتي أعطت لنفسها الحق في التدخل وإدارة هذا الملف وفق رؤيه خاصه يراد منها إيصال فكرة ضرر زواج القاصرات ،
القاصرات تريد الدول الغربيه عبر المنظمات المموله من قبلها أن تجعل من زواج القاصرات مشكلة القرن الذي تقف حجر عثرة أمام تطور مجتمعات الدول الاسلاميه ، الأمر يحتاج إلى بعض التوضيح حتى لايتم اكل عقولنا من خلال مبررات لا أصل لها ، فزواج القاصرات وان كان قد انحسر و بشكل كبير في المدن بسبب الطموح المشروع لبعض الفتيات في الاهتمام بالدراسه الجامعيه وتحقيق ذاتهن وهذا حق مشروع قبل التفكير في الزواج ، في الوقت الذي لازال مثل هذا النوع من الزواج منتشر نسبيا في الأرياف ،
زواج القاصرات كان حتى وقت قريب هو السائد في المجتمع ومن محاسن هذا الزواج أننا لم نشاهد حالات الطلاق أو الفسخ بكل أنواعه كما نشاهده اليوم ، لقد كانت الفتيات تتزوجن وتحملن وتنجبن وتدير منزل باقتدار رغم أن الغالبية منهن كن اميات وماحال امهاتنا عنهن ببعيد ، فكانت محاكم الأحوال الشخصيه تعيش في حاله من الهدوء والراحه لا يقلق راحتها سوى ظهور حاله أو حالتين من المشاكل الزوجيه والتي يتم حلها باستخدام نعمة الصلح ، بينما زواج الجامعيات والاكاديميات اليوم أصبح محل استهجان فحالات الفسخ والطلاق تتم بوثيره عاليه جدا لاتستطيع معه المحاكم تحمل هذا العبء الكبير من القضايا كما أن مثل هذه القضايا لاتنتهي بالصلح مطلقا حتى لو قام الأمين العام للأمم المتحده السيد جوتيريش بتعيين مبعوث سامي خاص لحل مثل هذه القضايا بواسطة الصلح ، فاطراف مثل هذه القضايا يحضرون الى المحاكم برفقة بعض المؤيدين والمشجعين بهدف نصرة قضيتهم من باب انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، كما إن طول فترة الزواج أصبح يثير اهتمام القائمين على موسوعة جينيس ، فالزواج في مثل هذه الحالات قد يستمر في أسواء الحالات مابين ثلاثه إلى ستة اشهر وفي اسواء الحالات قد تستمر العلاقه الزوجيه لسنوات، اسباب الفسخ تختلف من قضيه ألى أخرى وان كان تشجيع الأهل هو السبب الأبرز لكثرة حالات الفسخ مع ميول النساء بشكل عام الى الاحتفاظ بحياة نوعا ما مستقله بعيدا عن أي هنجمه أو أوامر تصدر من الرجال ،ولكن حتى يفهم البعض حجم الاثاره الاعلاميه لمثل هذه المشكله والتدخل الخارجي لفرض أجندات معينه حتى يصيب الفساد مجتمعنا المحافظ ، فعلينا تسليط الضوء عن حال القاصرات في ألدول الغربيه على سبيل المقارنه وحتى نفهم الهدف الحقيقي من اثارة مثل هكذا موضوع ، فالدول الغربيه و بلا استتناء قد اباحت تشريعاتها القانونيه للقاصرات حرية الممارسه الجنسيه ابتداء من سن الثامنه عشر ومن دون أي قيود وخارج اطار مؤسسة الزواج ولكن فعليا تبداء القاصرات مثل هذه الممارسه الجنسيه بسن مبكره و هي التانيه عشر وبتشجيع و تصفيق من الأهل ومباركه من الدوله والتي تكفلت بوضع مادة الثقافه الجنسيه ضمن المنهج الدراسي في المدارس لغرض تعليم كلا الجنسين اصول الممارسه الجنسيه الامنه ، مع تكفل الدوله بتوزيع الواقي الذكري مجانا في المدارس ، مثل هكذا ممارسه تؤدي إلى حمل الطالبات ورعاية اطفال في هذه السن المبكره مع تكفل الدوله بتوفير المستلزمات الضروريه والرعايه الصحيه للمولود الجديد ، السوال الذي يتقلب في ذهني لماذا يبيح الغرب الممارسه الجنسيه الغير شرعيه للقاصرات في بلدانهم بينما يكافح في بلادنا لمنع الممارسه الجنسيه للقاصرات في إطار مؤسسة الزواج ؟ الاجابه على هذا السوال لاتحتاج منا الى فلسفه او شرح علمي بالاستعانه ببركات بعض النظريات إنما يحتاج منا الى قراءه متانيه لهذا الوضع فالضجه التي أثيرت كان موضوعها الساخن هو الزواج فليس لدى المنظمات الدوليه اي اعتراض على حق الممارسه الجنسيه للقاصرات باعتباره نوع من الحريه كما هو حاصل في الدول الغربيه إنما انحصر هذا الاعتراض على زواج القاصرات فقط ،،
زواج القاصرات يحمل الكثير من الجوانب الايجابيه ويحمل كذلك بعض الآثار السلبيه فرجال اليوم لا يتمتعون بحصافة رجال الامس فهم حتما لايحسنون فن التعامل مع زيجات قاصرات والذي هن بحاجه الى عنايه ورعايه ومعامله خاصه يشعرن معها بالدفء والامان ،
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
قاضي في محكمة صيره الابتدائيه