اخبار وتقارير

الإثنين - 27 أكتوبر 2025 - الساعة 11:42 ص بتوقيت اليمن ،،،

حررت انتصار الحمادي من سجون جماعة الحوثي في صنعاء يوم 25 أكتوبر 2025 بعد احتجاز تجاوز أربع سنوات وثمانية أشهر، منذ اعتقالها في 20 فبراير 2021 بتهم كيدية. وكانت قد حُكم عليها في نوفمبر 2021 بالسجن خمس سنوات، وقضت فترات طويلة تتعرض فيها للتعذيب الجسدي والنفسي والاهانات داخل السجن. وشهد ملف اعتقالها ممارسة انتهاكات جسيمة بحقها، شملت الإكراه على الاعتراف، الإهانات العنصرية والتمييز الطبقي، إضافة إلى محاولة إخضاعها لفحص العذرية القسري التي رفضته برفض صامت يعكس قوتها الإنسانية والصمود في وجه القمع. كما رفضت عروض الحرية المشروطة بالخيانة، مفضلة الصمود على فقدان كرامتها. وعبرت منظمة سام للحقوق والحريات عن أن خروج انتصار ليس تفضلاً من السجّان، بل استعادة لحق أصيل سُلِب منها، مشيرة إلى أن هذه القضية تظهر نمطاً من القمع المنهجي الذي يمارس ضد النساء في مناطق سيطرة الجماعة حيث يُجرم القانون الحرية ويعزز الطاعة عبر خطاب ديني مسلح. وأكدت المنظمة أن ما تعرضت له انتصار يُجسد معاناة آلاف النساء المعتقلات اللواتي يواجهن انتهاكات متعددة تشمل الحرمان والإهانة والوصم الاجتماعي والعقاب المزدوج من سلطة ومجتمع صامت. ودعت سام للحقوق والحريات السلطات الدولية إلى فتح تحقيق مستقل في ظروف اعتقال وانتهاكات الحمادي، ومساءلة المتورطين وفق القانون الدولي، وتعويضها عن سنوات الاعتقال والتعذيب، بالإضافة إلى إطلاق سراح كافة المعتقلين تعسفًا لدى الجماعة ووقف ممارسات القمع القائمة على الطابع الأخلاقي أو السياسي أو الطبقي. وبحسب المنظمة، فإن العدالة الحقة تنبع من مساءلة الجلاد وفتح ملفات التحقيقات والاعتراف بالانتهاكات وجبر الضرر، وليس فقط من إطلاق سراح الضحية، مع التأكيد على أن حرية انتصار تجربة أخلاقية تلزم المجتمع بمواجهة الظلم بكل شجاعة. ويُعتبر خروج انتصار الحمادي بداية مرحلة جديدة ترفع من أهمية حماية النساء اليمنيات من كل أشكال العنف وتمكينهن من العدالة والمشاركة والكرامة، وسط صمت وتواطؤ طال المجتمع ومؤسساته في كثير من الأحيان. وبهذا الملف الوثائقي، تظل قصة انتصار شهادة حية على الصمود والكرامة التي يحاول النظام القمعي إخمادها، وترسيخاً لضرورة النضال من أجل الحرية والحق في ظل تجاوزات مستمرة في اليمن.

المصدر:صوت المقاومة الجنوبية