كتابات وآراء


السبت - 21 يونيو 2025 - الساعة 04:24 م

كُتب بواسطة : القاضي عبدالناصر سنيد - ارشيف الكاتب


كنت ذات يوم اسير في طريقي المعتاد الى المحكمه لمزاولة عملي فوجدت على قارعة الطريق مصباح قديم وبحاله سيئه مرمي على جانب الطريق ، فخطرت لي على الفور فكرة طفوليه وهي دعك هذا المصباح وانتظار ماسيحدث ولكن استدركت بان هذا المصباح في حاله يرثى لها و لااظن بأن هناك جني محترم يقبل أن يقيم فيه ، فقلت من باب الدعايه اجرب ادعك هذا المصباح وارى ماسيحصل رغم اني قد كبرت على قصص صلاح الدين و المصباح السحري ولكن قلت اجرب لعل وعسى أن يخرج لنا جني باي لون او باي شكل المهم لدينا قائمة طويله من مطالب السلطه القضائيه يجب عليه فورا تلبيتها ومن دون تأخير ، ولكن استوقفني سؤال كيف سيلبي هذا الجني كل مطالب السلطه القضائيه ومجلس القضاء الأعلى لم يستطيع تلبية هذه المطالب ، فتوكلت على الله تبارك وتعالى ودعكت على هذا المصباح بقوه وانا غير مصدق نفسي باني قمت بدعك المصباح في ذات الوقت لا ادري كيف سمحت لنفسي بتصديق مثل هذه الخرافات . على العموم بدأت حقا أشعر بالرعب خصوصا عندما اهتز المصباح وبدأت اسمع مع هذا الاهتزاز صوت جهير يأتي من داخل المصباح رميت المصباح على الفور و هممت أن اهرب فأنا لم ارى جني من قبل ولكن ظهر لي مخلوق لايمكن باي حال أن اصفه توقعت أن يقول مثل ما يقول في مسلسل سندباد شبيك لبيك هذا الجني بين يديك ولكن لم يقل هذه الجمله مطلقا وعندما راني مستغربا بادرني بسوال بكم السعودي اليوم ؟ فاستبشرت خيرا فقلت في نفسي طالما وان الجني يسأل عن السعودي باتكون الامور طيبه وسيكون يوم عامر بسعودي فتساءلت كم ينبغي لي أن اطلب هل رقم بسته اصفار أو سبعه اصفار يلبي حاجة السلطه القضائيه على اعتبار بأن قدرات الجن عاليه ومثل هذا المبلغ لن يشكل للجن مشكله ، ولكن قلت امسك احلامي بقليل من الصبر حتى اجيب على السوال فقلت له بسبعمئة ريال فوجدت الجني يصيح و بشكل هيستيري وبدت عليه ملامح الانزعاج والغضب فاخدت خطوتين إلى الخلف وانا اقول في نفسي ليس لي طاقه على غضب الجن فغضب الجن له تداعيات خطيره لا قبل لي بها والعياد بالله وأمام الذهول الذي ارتسم على وجهي قال لي لاتخف كنا زمان نلبي طلبات الناس ولكن مع ارتفاع السعودي في أيامنا هذا اصبحنا نحن الجن لانستطيع تلبية حاجات اطفالنا فابتسمت قليلا لإزالة مااصابني من الثوتر وذهب الجني إلى داخل المصباح وبدوري تركت المصباح في مكانه واكملت طريقي نحو المحكمه قاطعا على نفسي وعد بألا ادعك اي مصباح مستقبلا .
هذا الحادث جعلني اعيد ترتيب الافكار بشئ من الجديه فاذا كان الجن رغم قدراتهم الهائله قياسا علينا البشر لم يستطيعوا أن يتكفلوا بمطالب السلطه القضائيه و اذا كان مجلس القضاء الأعلى وبسلطاته الواسعه لم يستطع أن يتكفل بمطالب السلطه القضائيه فاني ادعوا زملائي القضاء إلى ترقية المطالب إلى اماني ووارسالها في قيام ليل أو قنوت وتر إلى الله تبارك وتعالى كفى بالله حسيبا
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد