الجمعة - 20 يونيو 2025 - الساعة 09:08 م
جلست إلى المائده وقد ابدعت زوجتي في إعداد المائده التي وضعت عليها مالذ وطاب من المأكولات ، فوجدت اللحمه وهي تتصدر هذه المائده وتخطف الإنتباه بأنواعها من المندي والحنيد ومطيبه مليئه باللحم والمرق ، فابتسمت وانا ارى السمك الديرك وهو ممدد على هيئة بروست شهي ويقف إلى جانبه صحن غارق بصانونة سمك الثمد وبينهما سلطة مزه التي تمز الروح وتاخده إلى عالم آخر ، إضافة إلى بعض المشهيات مثل الأرز والمكرونه وبيتزا ملئيه بجبنة الموزاريلا السائحه مع رقائق جانبيه من الكيك المدعم بالعسل .
بصراحه لم التفت إلى قائمة الأمراض الذي تعشعش في بدني من ضغط وسكر وقلب واخدت انهش قطعه من هذا اللحم وقطعه من ذاك وكان لسان حالي يقول وين شفتك من زمان مع الاعتذار للفنان القدير الزيدي ، من دون أن أعمل ولو فاصل قصير لأجبر بخاطر المعده وامنحها الفرصه الكافيه لاستيعاب كل تلك المأكولات وباشرت بدون تأخير في قضم قطعه من هذا السمك و قطعه من ذاك مع اخد بعض التحليه من الفواكه لإعطاء الجسم مزيد من الصحه والعافيه ، عموما بعد أن اكتفيت من الاكل نتيجة امتلاء المعده ولكن زوجتي الله يحفظها كان لها رائي آخر إذ اصرت والحت على وجوب تقديم التحليه فجاءت بصحن من البسبوسه وصحن اخر من البقلاوه لم استطع أن اتمالك نفسي وخصوصا وانا من العاشقين للبقلاوه و البسبوسه ولم استطع منع السعابيب بحسب اللغه العاميه من السيلان وقمت على الفور بتفعيل نص الاستتناء ، فالاصل أن لكل قاعده هناك استتناء والشبع يعتبر قاعده عامه تخضع لمثل هكذا استتناءات وخصوصا لوكان هذا الاستتناء يتعلق بالبسبوسه و البقلاوه ، فوجدت يدي وهي تجول وتصول في هذا الصحن تارة وذاك الصحن تارة اخرى وانا أحمد الله تبارك وتعالى بأن جعل مني قاضيا وعضوا في السلطه القضائيه و حمدت الله تبارك وتعالى على هذه العنايه والرعاية الكريمه الذي خصنا بها مجلس القضاء الأعلى والسلطة التنفيديه كقضاة ، فقد جعلونا نشعر بسعاده لا توصف بسبب تلبية كافة طلباتنا ورفع رواتبنا إلى الرقم الذي يرضينا ولا يجب باي حال أن ننسى دور التحالف والذي دعم القضاة براتب إضافي و بالريال السعودي ما جعل القضاة في حاله من الاستقرار المعيشي شعرت بغبطه من هذا الاهتمام وكل هذه الرعايه الذي يختص به مجلس القضاء الأعلى والمجلس الرئاسي الموقر القضاة متمنيا استمرار مثل هذا الاهتمام والرعاية إلى الابد ، هممت بكتابة برقية شكر إلى فخامة رئيس الجمهوريه والى فضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى ولكن سمعت نداء قادم من بعيد تبين بأن هذا الصوت يعود إلى زوجتي الغاليه وهي تطلب مني النهوض من الفراش والاستعداد لتناول طعام الغداء "صانونة الهواء" فعلمت حينها بأن كل تلك العناصر الغدائيه التي جاءت في المائده كانت عباره عن "حلم" فاغمضت على عجاله العين طلبا مني لعيش تلك الرفاهيه مجددا حتى و ان كانت على سبيل الحلم وكفى بالله حسيبا..
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد