الإثنين - 16 يونيو 2025 - الساعة 09:23 م
احيانا تخوننا الذاكره ولكن الذاكره بشكل عام لازالت تعمل والأمور طيبه و على مايرام وكل محتويات الذاكره لازالت بالحفظ والصون و بترتيب دقيق وفقا لنظام الارشيف الخاص بي وخصوصا تلك اللحظات المميزه والذي حفظت عميقا في الذاكره ، فهي لحظات قيمه لاتنسى من الضحك والابتسامات والذي قضيناها برفقة الاصدقاء ومن هولاء الاصدقاء صديق مقرب من محافظة أبين ، و محافظه ابين محافظه لها تاريخ عريق ولديها رجال يحتفى بهم تتزين و تتشرف صفحات التاريخ بالكتابه عنهم وعن فضائلهم ومن أهم صفات هذا المحافظه كرم الضيافه وبعباره أدق المبالغه الشديده في كرم الضيافه بغض النظر عن حال الشخص المضيف ووضعه المادي ولكن لكل قاعده يوجد استتناء فصديقنا هذا هو الاستتناء الذي اتحدث عنه ، فهذا الرجل وان اجتمعت في شخصه كل محاسن الاخلاق تظل شعيرة واحده لازالت تغيب عن هذه المحاسن ، فصديقنا هذا لازال يخلط بين المعنى الفقهي للبخل والمعنى العامي للحرص ومصدر هذا اللغط بأن صديقي لازال يعتقد بأن لاعلاقه شرعيه ولاقرابه أو نسب تربطه لامن قريب أو بعيد بالبخل وأن الأمر كله عباره عن حرص وليس الإمساك كليا عن الإنفاق حتى لا يحتسب كرها من ضمن المسرفين وقد بدلت جهد لا يستهان به في محاولة لتصحيح مثل هذا المفهوم مع بيان بأن البخل والحرص ماهما الا كلمتان تحمل ذات القصد و ذات المعنى ولكن عقل صاحبنا لازال في ضلاله القديم ، فاهتديت إلى حيله ظننت حينها بأنها مثاليه قد تؤدي إلى تصحيح مثل هذا المفهوم الخاطئ لدى صاحبنا فاصطحبت صاحبي ذات ليله الى مطعم لايذهب بالكم بعيد هذا عندما كان الريال بخير وعافيه ، يشتهر هذا المطعم بتقديم انواع شهيه من المشاوي وعندما وضعت هذه المشاوي أمامنا تسابقت أيادينا بشكل عفوي إلى الصحون رغبة منا في أخد أكبر قدر من المشاوي دفعة واحده لإرضاء جوعنا وشهية نفوسنا وبعد دقائق معدودات كان الصحن فارغا وايدينا لازالت تمتد إليه بحثا عن البركه وبعد أن اصبحت كروشنا في وضعية الانتفاخ هرولنا إلى المحاسب لدفع الفاتوره وقد بادرت المحاسب بكلمات على سبيل المزاح بأن صاحبي سوف يبادر بدفع المبلغ المطلوب عدا ونقدا ولكن عندما نظرت إلى وجه صاحبي متفرسا رأيت عيناه تدور كالذي يغشاه الموت فقلت له مازحا هون عليك الأمر لا يحتاج إلى كل هذا الثوتر فدفعت الحساب متأملا بأن هذه التجربه قد أوصلت إلى عفل صاحبي المعنى الحقيقي للبخل وخصوصا بعد أن عاش الرجل محنة هذه التجربه إلا أن صاحبي وبعد كل هذه الجهد لازال يعتقد بانه حريص وكفى بالله حسيبا.
القاضي الدكتور عبدالناصر احمد عبدالله سنيد
